منـتـدى بيـث نهـريـن العـام.....منتـدى عـراقـي حـر ومستقـل...جميع المقالات تعبر عـن أراء كتابهـا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

زوارنـا الاعـزاء لنشـر كتـاباتكـم راسلونـا عبـر البريـد الاليكتـرونـي beth_nahrain_1@hotmail.com


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

مار يوسف خنانيشوع مطروبوليت كنيسة المشرق 1893-1977

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

Admin

Admin
Admin

مار يوسف خنانيشوع مطروبوليت كنيسة المشرق 1893-1977 Uoo_us10

مار يوسف خنانيشوع مطروبوليت كنيسة المشرق 1893-1977

موجز سيرة
المثلث الرحمات مار يوسف خنانيشوع مطروبوليت كنيسة المشرق 1893 - 1977

اعداد - أديسون هيدو
ترجمة : شمشون رشو
تعريب : وليم ميخايل

لعدة قرون مضت كان الاشوريون يعيشون مرحلة خطيرة من تاريخهم الطويل المتقلب، فقد كانوا محاطين ومن كل الجوانب بقوميات غير مسيحية متعصبة (متطرفة) لم تخفي نواياها العدوانية لاضطهادهم باستمرار حتى يتركوا دينهم المسيحي. فقد تعرض الاشوريون لكل أشكال الجرائم الصارخة (الشنيعة) من القتل الى سرقة مواشيهم، الى خطف واغتصاب نسائهم الشابات، والى اسوأ أشكال تدنيس المقدسات والممتلكات الكنسية المقدسة.
منذ القرن الاول رسمت كنيسة المشرق أساقفتها باختيار الأفضل من بين مجموعة من الأنداد وترفيع المطارنة والأساقفة الى مرتبة أعلى خضع لنفس الاعتبارات. وعندما يشغر كرسيا اسقفيا بسبب موت شاغله السابق، كان يحدد موعد انتخاب خلف له. المرشحون الأكفاء ينتخبون من الابرشيات المنتشرة على نطاق واسع للمناطق المقررة سلفا لممارسة مهامهم وتصاحب كل اسقف حاشية كبيرة الى حد ما تسافر معه لأيام واسابيع واشهر بين الجبال الوعرة واراضي صحراوية قاحلة. وفي احيان كثيرة كانت طريقهم تمر خلال مناطق مأهولة بالحيوانات المفترسة و اللصوص وقطاع الطرق الذين كانوا ينهبون الضحايا البريئة ويقتلوهم. اما الذين ينجون من الموت على ايدي قطاع الطرق فكانوا يموتون بسبب الامراض والاوبئة ومن تعب ومشاق السفر الطويل على الاقدام او على ظهور البغال، وسيلة المواصلات الوحيدة المتاحة في ذلك الوقت.

للوقاية من هذه المآسي المفجعة التي كانت تعاني منها الكنيسة كلما اراد الآباء الأساقفة الاجتماع لانتخاب أسقف جديد وردت فكرة التعاقب الوراثي بشكل مشروع حساس ليقلل من المجازفة بفقدان حياة اناس نذروا انفسهم لخدمة الرب والانسانية بادارة ابرشياتهم بحكمة وجهد كبيرين كرعاة دينيين ودنيويين. اقترح ذلك الكهنة و المؤمنين بسبب الظروف السائدة، استحسنوا عدم اجراء اقتراع وتصويت لاختيار الأساقفة والمطارنة والبطريرك الجاثليق - الرئيس الاعلى للكنيسة -، بل تأسيس نظام وراثي تعاقبي للاسقف عند وفاته، ليخلفه وريث واضح النسل التعاقبي اعزب متبتل صارم الالتزام الكنسي منذ طفولته، يتوج الوريث اذا كان يملك الفضائل والكفاءات المطلوبة للشخص المقترح للقيادة (الهداية) الروحية للرعية المؤتمنة له. بالاضافة الى معرفة غزيرة بالطقوس والشعائر، وان يكون ماضيه خال من اية خطيئة تتنافر مع المبادئ الاساسية للكنيسة، وان يقسم يمين الولاء بان يكون مخلصا لرئيس الكنيسة وان يتعهد بخدمة الكنيسة بتفان وتقوى وتضحية بالنفس واستقامة.

هذا الاقتراح درسته القيادات الزمنية بشمولية بعد استشارة الاتباع فجاءت النتيجة لصالح الاقتراح بتزكية جماعية مطلقة وكان القرار النهائي مدعوما بتأييد القيادات الزمنية واجماع الشعب وفي اجتماع خاص للسنودس تم تبني الاقتراح ليتحول الى قانون. هذا الاقتراح يدعو كل اسقف لرعاية ابن اخيه البكر (المولود الاول) وتربيته تحت اشراف ومراقبة كهنوتية، ليدرس التفاسير المعقدة لعقيدة الكنيسة بذلك يكون جاهزا لوراثة المسؤولية وممارسة الصلاحيات الاسقفية التي يمارسها سلفه في عهده. كذلك وضعت الكنيسة توصيات لكيفية تربية الوريث منذ طفولته الى رجولته ليكون مؤهلا لاستلام مسئولياته الروحية الرفيعة.

لقد كان تراثا كنسيا متوارثا منذ اجيال طويلة، عندما حملت ام مثلث الرحمات المطران مار يوسف خنانيشو، بطفلها الذي كان منذورا لخدمة الرب، مارست نكران الذات بتوقفها عن اكل اي طعام يكون اللحم مادته او من مكوناته الى ان حانت ساعة ولادته في عام 1893، ومنذ اللحظة الاولى لولادة مار يوسف خنانيشو خضع للطاعة الصارمة للقوانين الكنيسة.
يدرك معظم الاشوريين ان مار يوسف ينحدر من عائلة مار خنانيشوع العريقة، فالاسم حمله كل من تبوأ ابرشية شمسدن، المركز الثاني في كنيسة المشرق. لقد كان مركز صومعة مطرانية شمسدن ورستاقا في قرية مار ايشو في مقاطعة شمسدن في تركيا، حيث بني دير مار ايشو في القرن الخامس، وهو يضم مقر اقامة وعمل المطران.

اشتهرت عائلة مار خنانيشو بالتقوى و الوداعة و الشهامة. حسب الوقائع التاريخية المحفوظة، هناك اثنا عشر مطرانا شغلوا هذا المنصب الرفيع في ادارة الكنيسة، اثبتوا جميعا و دون ادنى شك انهم كانوا مثالا للايمان الصحيح، الفضيلة، الذكاء، الحكمة، الاخلاص وحبهم الشديد لقادة الكنيسسة كان مطلقا وصامدا. ان قبور خمسة من الاباء القديسين موجودة في دير مار ايشو يمكن التعرف عليها بسهولة لسلامة الشواهد المنقوشة. اما اضرحة ثلاثة من المطارنة الراحلين فلا يمكن التعرف عليها بسبب التغييرات التي طرأت على بناء الكنيسة خلال القرون الماضية.
المطران التاسع في هذه السلالة مدفون في كنيسة بني شموني في قرية شروكين في مقاطعة بوتان في تركيا. في طريق عودته من زيارة الديار المقدسة اصيب بمرض معدي لا شفاء منه انهى حياته. اما مطران شمسدن العاشر فقد توفي اثناء احدى زياراته الروتينية للابرشيات الواقعة ضمن نطاق سلطته. بناء على طلب ابناء رعيته الذين كانوا يبجلونه فقد دفن في كنيسة مار توما الرسول في قرية بالولن -تركور في شمال غربي ايران.

من مآسي الحرب العالمية الاولى ان يفقد مار اسحق خنانيشو - المطران الحادي عشر في سلالته - حياته الثمينة كما فقدها الالاف من ابناء شعبه الذين هلكوا في النزوح الجماعي من ارض الاجداد في تركيا وايران، مرورا بالجبال الجرداء والوديان الضيقة والعميقة بحثا عن ملجأ آمن لترتاح فيه اجسادهم المرهقة. الكوليرا وامراض قاتلة اخرى ابادت الثلثين من مجموع شعبنا الاشوري. اليوم يرقد جثمان القديس مار اسحق خنانيشو في مدينة كرمنشاه على الحدود الشرقية لأيران. وبني مقام (ضريح قديس- مزار) على قبره ليزوره الالاف كل عام من مختلف الاديان ومن كل مناطق ايران.

الثاني عشر والاخير من المطارنة الذين اهدتهم عائلة مار خنانيشوع الى كنيسة المشرق هو مثلث الرحمة المطران مار يوسف خنانيشو الذي انتقل الى السموات يوم السبت الثالث من تموز 1977، في مدينة بغداد عاصمة العراق (بيت نهرين). في مطلع حياته وهو شاب يافع كان مدركا وواعيا للمسئولية الجليلة اتي نذر نفسه من اجلها، هكذا حفظ عن ظهر قلب كل طقوس القربان المقدس الكنسية التي يقوم بها الشماس او الكاهن. تلقى تعليمه الغزير على يد الكاهن ريهانا (عم والده) الذي كان ضليعا باللغات الارامية والروسية والتركية، كذلك كان مرجعا في اللاهوت الشرقي. الكاهن ريهانا كان رئيسا لدير مار ايشو وقام بتعليم عددا من طلبة الكهنوت. في هذا الدير تلقى عدد من الاساقفة والقسس علومهم ليستلموا بعد ذلك مسؤوليات عدد من الابرشيات.
رُسم مار يوسف شماسا وهو في سن الثاني عشر. وفي عام 1912 رُسم كاهنا بعد ان اكتسب وافر العلم اللاهوتي. في بداية الحرب العالمية الاولى عام 1914 قام بتمثيل المطران مار اسحق خنانيشو في اهم اجتماع دعا اليه قداسة مار بنيامين شمعون البطريرك الجاثليق في الصرح البطريركي في قودشانس في تركيا لمناقشة آثار (نتائج) الحرب العالمية على الكنيسة و الشعب والاستعداد للتغييرات المتوقعة الحدوث. بينما هو هناك رسمه قداسة البطريرك اسقفا في العاشر من آب عام 1914 و عينه مساعدا له.
لبث في قودشانس حتى عام 1916 عندما اضطر الاشوريون الى النزوح وترك كل ممتلكاتهم كأحدى عواقب الحرب العظمى. بعد اغتيال البطريرك مار بنيامين في عام 1918، تحمل مار يوسف الى اقصى حد قيادة الشعب، حتى وصول الاشوريين الى مخيمات اللاجئين التي جهزها الصليب الاحمر وعصبة الامم في بعقوبة - العراق عام 1918. في كانون الاول عام 1918 رُفع سيادته الى سدة المطرانية في بغداد-العراق على يد البطريرك مثلث الرحمات مار بولس شمعون.
عندما ابعد النظام الملكي الكرتوني في العراق البطريرك الجاثليق مار ايشاي شمعون عام 1933 وعُهدت ادارة الكنيسة والشعب في العراق والشرق الاوسط الى مار يوسف خنانيشو.

في عام 1973 استقال مار ايشاي شمعون من منصبه كـ بطريرك جاثليق فأنيطت مسؤولية كنيسة المشرق في العالم بـ مار يوسف خنانيشو. في نفس الوقت أصدرت الحكومة العراقية مرسوما عينت بموجبه مار يوسف خنانيشو رئيسا اعلى للاشوريين في العراق.
يوم الاحد الثالث من تموز 1977 في الساعة الواحدة وعشر دقائق ظهرا انتقل غبطته الى رحمة الرب في بغداد - العراق. وفاته تتزامن مع الاحتفال السنوي بذكرى مار توما الرسول.
اقيمت مراسيم التشييع في يوم الاربعاء السادس من تموز 1977 في كنيسة مار جيورجيس في الدورة من ضواحي بغداد. شارك في المراسيم غبطة مار نرسي مطران لبنان الذي سافر الى بغداد لهذا الغرض يساعده مار دانيال اسقف كركوك - العراق، مع عدد كبير من الكهنة والشمامسة. اكثر من اثنا عشر الفا من الجماهير شاركت من كل مناطق العراق في موكب تشييع القديس المبجل والمحبوب. عدد كبير من الشخصيات البارزة شاركت احتفالات التشييع من ضمنها كان وزراء ومسؤولين حكوميين يمثلون رئيس جمهرية العراق احمد حسن البكر، سفير الفاتيكان ممثلا لقداسة البابا، قداسة مار بولس شيخو بطريرك كنيسة بابل على الكلدان، غبطة مار اغناطيوس زكا من كنيسة السريان الارذودكس، مار اندريوس صنا رئيس مجمع اللغة السريانية.

في الساعة العاشرة صباحا، حمل الكهنة جثمان مثلث الرحمات على اكتافهم من كنيسة مار جيورجيس ووضعوه على النعش يتبعه الالاف من المشيعين من جميع المذاهب المسيحية والاسلامية تبلل وجوههم دموع الحزن. مئات الشباب من شتى ابرشياتنا سارت خلف النعش المكلل بباقات الزهور وصور الفقيد القديس.
عندما وصل موكب المشيعين الى كنيسة القديسة مريم العذراء في النعيرية، المثوى الاخير للقديس كان حشد كبير قد تجمهر هناك لساعات منتظرا.
اُقيمت الطقوس النهائية حسب اعراف الكنيسة، القت بعد ذلك الجماهير النظرة الاخيرة على الراعي المحبوب الذي ترك قطيعه وهو مثال الفضيلة كالحلم والمحبة والتقوى والحنان والوفاء والصفح والاستقامة والشفقة والصلاح. وُري جسده الطاهر التراب ولكن لتتدفق منه التعزية والمواساة لقلوب كل الذين تضرعوا في ذكراه.

كتب الراحل مار يوسف خنانيشو عدة كتب للصلاة كـ الكشكول وكتاب الترانيم، وترجم طقوس الرسامة الكهنوتية و القربان المقدس وغيره. كما كتب صلوات التمجيد والثناء التي الفها للمناسبات الدينية، وطبع العديد منها في كتاب "تركاما".

هامش من المترجم (السيد شمشون رشو):
ان ذكرى مار يوسف خنانيشو ستبقى معنا للاجيال القادمة والشذى المقدس الذي كان يشع من وجهه الطاهر سيتذكره الاف الذين نالوا بركة مقابلته. لقد اتبع مخلصا خطى ربه وسيده يسوع المسيح وهو الان برفقته في الجنة. ووعظ بالتسامح والشفقة (المواساة)، الشهامة والتواضع، التصرف الصحيح والمتأدب. انه من اللائق الاحتفال سنويا بذكرى سنوية تحمل اسمه مع ان ذلك غير مُعترف به رسميا. لكن العجائب والمعجزات التي قام بها هي شاهد حي على استحقاقه ان يقر المجمع السنودسي لكنيسة المشرق الرسولية المقدسة للاشوريين بذكراه رسميا. ان روحه لن تطمأن وتخلد الى الراحة الا اذا حقق الشعب الذي ضحى من اجله وقاده لاكثر من نصف قرن هدفه وحصل على الحق الذي منحه الرب في تقريره مصيره والامان في ديار يطلقون عليها وبكل فخر انها وطنهم.

http://www.shapeera.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى